فصل: (سورة النور: الآيات 44- 45):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{ركاما} اسم للشيء المتراكم، وزنه فعال مشتقّ من ركم الشيء إذا جمعه من باب نصر.
{الودق} اسم للمطر قليلا أو كثيرا، وهو في الأصل مصدر لفعل ودق، وزنه فعل بفتح فسكون.
{برد} اسم للماء المتجمّد النازل من السماء، وزنه فعل بفتحتين.
{سنا} اسم للضوء ولاسيما البرق، فيه إعلال بالقلب، أصله سنو، فعله سنا يسنو، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.

.البلاغة:

1- فن العنوان: في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحابًا} الآية.
فن انفرد به القليل من علماء البيان، وهو فن العنوان، وعرفوه بأنه أن يأخذ المتكلم في غرض له، من وصف أو فخر أو مدح أو عتاب أو هجاء، أو غير ذلك من الفنون، ثم يأتي لقصد تكميله، وتوكيده، بأمثلة من ألفاظ تكون عنوانات لأخبار متقدمة وقصص سالفة، ومنه نوع عظيم جدا، وهو ما يكون عنوانا للعلوم، وذلك أن تذكر في الكلام ألفاظا، تكون مفاتيح لعلوم ومداخل لها، والآية التي نحن بصددها، فيها عنوان العلم المعروف بالآثار العلوية والجغرافيا الرياضية وعلم الفلك.
2- التشبيه البليغ: في قوله تعالى: {مِنْ جِبالٍ} أي من قطع عظام تشبه الجبال في العظم، على التشبيه البليغ، كما في قوله تعالى: {حَتَّى إِذا جَعَلَهُ نارًا} والمراد بها قطع السحاب.

.الفوائد:

من جبال:
اختلف العلماء في {من} هل هي عاملة أم زائدة. كما اختلفوا في متعلق الجار والمجرور على أوجه، أهمها ثلاثة:
- الأول: أن تكون للتبعيض.
- الثاني: بيان الجنس.
- الثالث: أنها زائدة.
- وثمة وجه رابع: أنها لابتداء الغاية.
والذي نجده أقرب للذوق، وأخصر للطريق، اعتبارها زائدة أي ينزل من السماء جبال برد. وهذا الوجه يعفينا من التعليق، لأن حروف الجر الزائدة لا تحتاج مع مجرورها إلى تعليق.
ومن المفيد أن نذكر لك أحرف الجر التي لا تحتاج إلى تعليق، وهي خمسة:
أ- حرف الجر الزائد مثل الباء ومن نحو {كَفى بِاللَّهِ شَهِيدًا} و{هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ}.
ب- لعلّ في لغة عقيل لأنها بمنزلة الزائد.
ج- لولا فيمن قال: لولاي، ولولاك، ولولاه، ويرى سيبويه أن ما بعد لولا مرفوع المحل، وهو الأصح.
د- رب في نحو ربّ رجل صالح لقيت.
هـ- حروف الاستثناء وهي خلا وعدا وحاشا إذا خفضن ما بعدهنّ.
وهذا موضوع جدير بالمراجعة في مظانه من كتب النحو، فإنه جليل الفائدة.

.[سورة النور: الآيات 44- 45]:

{يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (44) وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)}.

.الإعراب:

{في ذلك} متعلّق بخبر إنّ اللام لام التوكيد {عبرة} اسم إنّ منصوب {لأولي} متعلّق ب {عبرة}.
جملة: {يقلّب اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّ في ذلك لعبرة} لا محلّ لها تعليليّة.
45- الواو عاطفة {من ماء} متعلّق ب {خلق} الفاء عاطفة تفريعيّة {منهم} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {من} في المواضع الثلاثة {على بطنه} متعلّق ب {يمشي} الأول {على رجلين} متعلّق ب {يمشي} الثاني {على أربع} متعلّق ب {يمشي} الثالث {ما} اسم موصول في محلّ نصب مفعول به {على كلّ} متعلّق ب {قدير}.
وجملة: {اللّه خلق} لا محلّ لها معطوفة على جملة يقلّب.
وجملة: {خلق} في محلّ رفع خبر المبتدأ {اللّه}.
وجملة: {منهم من يمشي} لا محلّ لها معطوفة على جملة اللّه خلق.
وجملة: يمشي الأولى لا محلّ لها صلة الموصول {من} الأول.
وجملة: منهم من يمشي الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من الأولى.
وجملة: يمشي الثانية لا محلّ لها صلة الموصول {من} الثاني.
وجملة: منهم من يمشي الثالثة لا محلّ لها معطوفة على {منهم من}.
الأولى.
وجملة: يمشي الثالثة لا محلّ لها صلة الموصول {من} الثالث.
وجملة: {يخلق اللّه} لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق.
وجملة: {يشاء} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {إنّ اللّه} {قدير} لا محلّ لها تعليليّة.

.البلاغة:

1- المجاز: في قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ} كالحيات والسمك. وتسمية حركتها مشيا، مع كونها زحفا، مجاز للمبالغة في إظهار القدرة، وأنها تزحف بلا آلة كشبه المشي وأقوى، ويزيد ذلك حسنا ما فيه من المشاكلة، لذكر الزاحف مع الماشي.
2- التنكير: في قوله تعالى: {مِنْ ماءٍ} نكّر الماء، لأن المعنى أنه خلق كل دابة من نوع من الماء مختص بتلك الدابة. أو خلقها من ماء مخصوص وهو النطفة، ثم خالف بين المخلوقات من النطفة، فمنها هوام بهائم، ومنها ناس. فالمقصد إذا أن شيئا واحدا تكونت منه بالقدرة أشياء مختلفة.
3- التغليب: في قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ} تذكير الضمير في {منهم} لتغليب العقلاء، وبنى على تغليبهم في الضمير التعبير بمن واقعة على ما لا يعقل، وظاهر بعض العبارات يشعر باعتبار التغليب في كل دابة وليس بمراد، بل المراد أن ذلك لما شمل العقلاء وغيرهم، على طريق الاختلاط، لزم اعتبار ذلك في الضمير العائد عليه وتغليب العقلاء فيه.

.[سورة النور: آية 46]:

{لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)}.

.الإعراب:

{لقد أنزلنا آيات مبيّنات} مرّ إعراب نظيرها، الواو عاطفة {إلى صراط} متعلّق ب {يهدي}.
جملة: {أنزلنا} لا محلّ لها جواب القسم المقدر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اللّه يهدي} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {يهدي} في محلّ رفع خبر المبتدأ {اللّه}.
وجملة: {يشاء} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.

.[سورة النور: الآيات 47- 49]:

{وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49)}.

.الإعراب:

{باللّه} متعلّق ب {آمنّا} وكذلك {بالرسول} {منهم} متعلّق بنعت ل {فريق} {من بعد} متعلّق ب {يتولّى} الواو حاليّة {ما} نافية عاملة عمل ليس {المؤمنين} مجرور لفظا بالباء منصوب محلّا خبر ما.
جملة: {يقولون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنّا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أطعنا} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {يتولّى فريق} لا محلّ لها معطوفة على جملة يقولون.
وجملة: {ما أولئك بالمؤمنين} في محلّ نصب حال من فريق.
48- الواو عاطفة، والواو في {دعوا} نائب الفاعل {إلى اللّه} متعلّق ب {دعوا} اللام للتعليل {يحكم} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، و{الفاعل} ضمير يعود إلى الرسول- لأنه المباشر للحكم- {بينهم} ظرف منصوب متعلّق ب {يحكم}.
والمصدر المؤوّل {أن يحكم} في محلّ جرّ باللام متعلّق ب {دعوا}.
{إذا} حرف فجاءة {فريق} مبتدأ مرفوع، {منهم} متعلّق بنعت ل {فريق} {معرضون} خبر مرفوع.
وجملة: {دعوا} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {يحكم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} المضمر.
وجملة: {فريق منهم معرضون} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
49- الواو عاطفة {لهم} متعلّق بمحذوف خبر يكن {إليه} متعلّق ب {يأتوا} {مذعنين} حال منصوبة.
وجملة: {يكن لهم الحقّ} لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه.
وجملة: {يأتوا} لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.

.الصرف:

{مذعنين} جمع مذعن، اسم فاعل من أذعن الرباعيّ بمعنى انقاد أو أطاع مسرعا، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

.الفوائد:

أقسام إذا:
تأتي إذا على ثلاثة أقسام:
أ- إذا التفسيرية، وهي تحل محل أي التفسيرية في الجمل، وتختلف عنها في أن الفعل بعد إذا يكون للمخاطب، نحو استغفرت اللّه من الذنب إذا سألته الغفران.
ب- وتأتي ظرفية، وهي التي تتضمّن معنى الشرط، وتكون ظرفا للمستقبل. ولذلك تحتاج إلى فعل الشرط وجوابه، وتختص بالدخول على الجمل الفعلية، ويكون الفعل بعدها ماضيا على كثرة، ومضارعا على قلّة.
وقد اجتمعا في قول أبي ذؤيب:
والنفس راغبة إذا رغبتها ** وإذا ترد إلى قليل تقنع

وإذا دخلت إذا الظرفية على اسم في الظاهر، فهي في الحقيقة تكون داخلة على فعل محذوف، نحو {إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ} فالتقدير: إذا انشقت السماء. فالسماء فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده.
ج- إذا الفجائية:
وهي تختص بالجمل الاسمية، ولا تحتاج إلى جواب، ولا تقع في ابتداء الكلام، ومعناها الحال. والأرجح أنها حرف، نحو قوله تعالى: {فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى}. وتكون جوابا للجزاء، كالفاء، قال اللّه تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ}. وحول إذا تفسيرات وخلافات تجدها في المطولات من كتب النحو.